الإنسان والمسكن
قبل كل شيء أود الإشارة إلى إن المقصود بالعلاقة بين الإنسان والمسكن هي
دور الإنسان في تامين مسكن وصياغة شكل وليس العلاقات الوظيفية والقضائية والعوامل الأخرى
الاجتماعية والنفسية التي تربط بينها .
بما إن المسكن كان متوفرا قبل الإنسان بشكل كهف أو مأوى آخر خلفية وكيفية
طبيعة ليكون عنصر جذاب للإنسان بعد إن تجبره الطبيعة الاستخدام وبشكل تدريجي تعلم الإنسان
صناعة المسكن له ولعائلته بعد إن لجأ لاستخدام مواد البناء الطبيعية المتوفرة حوله
وتدخلت عناصر أخرى فيها وثقافة الإنسان في تحديد شكل وحجم المسكن كما إن العامل
الاقتصادي هو الآخر يلعب دورا في تحديد الشكل والوظيفة .
هناك نوعان من العلاقات بين الإنسان ومسكنه
1- علاقة
طبيعية .
2- علاقة
غير طبيعية .
العلاقة الطبيعية / هي الحالة التي يسهم الإنسان بشكل مباشر في تصميم
مسكنه بغض النظر عن نوعه وهذا يعني ان المنزل كيان مستقل او يتم تطويره بغض النظر
عن البيئة المحيطة وهذا ينطبق على البيوت المنفصلة وخصوصا ذات الطابق الواحد ولقد
تبين المعماري الهولندي ( جون هابراكن ) وجود ست علاقات طبيعية ثلاث منها فردية وثلاثة
هي غير فردية وهناك نوع سابع وهي علاقة تتحكم بعملية الإسكان كل هذه العلاقات
تتداخل فيما بينها وفي الحياة العامة وعلى العموم يمكن إن تفصلها كما يلي
العلاقة الفردية الأولى / دائما يقوم الانسان ببناء منزله بيده وهي حالة
تميزها الانسان البدائي واصبحت غير موجودة في مجتمعنا الحالي الا بشكل نادر وفي
حالات الكوارث والطوارئ والحروب وفي المجتمعات الغربية وهناك مثال عن تجمعات حيث منازل الصفيح والواح الزجاج
المأخوذ من السيارات ومجمعات الاسكان في القمامة وعلب جمعت معا لتكون اشكال
وتكوينات غريبة .
العلاقة الفردية الثانية / هي عملية الاستعانة بالحرفي لبناء المنزل او
مجموعة حرفيين وهذه نلاحظها في البيوت التقليدية .
العلاقة الفردية الثالثة / عمارة الفن المقصود وهي العمارة الواعية أو
المصممة باللجوء الى المهندس المعماري حيث يكون المعماري وسيطا بين السكان والحرفي
وهذا أكثر الأنواع آلفة ويمكن إن نسميها العلاقة المثالية وبالرغم من توازي
الحالات الثلاثة معا فانه قليل جدا من يلجأ للمعماري للتصميم لاسباب الاغلب يجهل
دور المعماري الحقيقي لأنه حتى يلجا إليه ويرغب في فرض رايه على المعماري .
اما العوامل الاجتماعية الثلاثه هي :
1- يقوم
المجتمع ببناء جماعي بالاعتماد على الخبرات الفردية
2- علاقة
فيها مجتمع يعتمد على الحرفي لبناء مساكن يقرر اصحابها شكلها ومواصفاتها مسبقا .
3- نوع
ثالث يتمثل للجوء مجموعة الى معماري يكون وسيط بينهم وبين الحرفيين لبناء مساكنهم
وهي عملية نادرة الوجود .
|